السَّـلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكَاتُهُ
صَاحِبُ الفَضِيْلَةِ هَيْئَةُ التَحْكِيْمِ الْمُحْـتَرَمِيْنَ ...
وَيَازُمْرَةَ الْْمُسْـتَمِعِيْنَ الكِرَامْ ....
الْحَمْدُ لله.. الْحَمْدُ لله الَّذِى جَـعَلَ النَّهَارَ مَعَاشًا لِلبَشَـرِ وَاللَّيْلَ رَاحَـةً لِلأَناَمِ وَأَرْسَـلَ رَسُوْلَهُ بِالْهُدَى وَدِيْنِ اَلْحَقِّ لِـيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّيْنِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُوْنَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُنَافِقُوْنَ...
صَلاَةً وَسَلاَماً دَائِمَيْنِ مُتَلاَزِمَيْنِ عَلَى حَبِيْبِنَا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّذِى قَدْ أَخْرَجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّوْرِ وَمِنَ الجَاهِلِيَّةِ إِلىَ الإِسْلاَمِيَّةِ...
أَيُّهَا اَلْحَاضِرُوْنَ الكِرَامْ ...
إِذَا كُنَّا نَتَكَلَّمُ عَنْ إِسْتِقْلاَلِ بَلَدِنَا إِنْدُوْنِيْسِيَا هَذَا.. وَهُوَ فىِ التَارِيْخْ السَّابِعْ عَشَرْ مِنْ أَغُسْطُسْ سَنَةَ أَلْفٍ وَ تِسْعِمِائَةٍ خَمْسٍ وَأَرْبَعِيْنَ مِيْلاَدِيَّةً، لَوَجَدْنَاهُ فىِ كَثِيْرٍ مِنَ الْمَقَالاَتِ الْمُدَوَّنَةِ.. أَنَّ هَذَا الإِسْتِقْلاَلْ لاَيَخْلُوْ مِنْ دَوْرِ وَقُوَّةِ وَنَشَاطِ الشَّبَابِ.. بَلْ كُنَّا نُشَاهِدُ أَنْفُسَنَا أَنَّهُمْ يَقُوْمُوْنَ بِدَوْرٍ هَامٍّ فىِ تَرْقِيَّةِ الشُّعُوْبِ وَتَقَدُّمِهِمْ. فَهُمْ أَمَلُ الأُمَّةْ .. الَّذِيْنَ سَيُجَاهِدُوْنَ لِمُسْتَقْبَلِ بَلَدِهِمْ البَاهِرْ، وَفىِ نَفْسِ الوَقْتِ فَهُمْ أَيْضًا أَمَلُ الإِسْلاَمِ.. الَّذِيْنَ سَيُضَحُّوْنَ أَنْفُسَهُمْ لِتَطْبِيْقِ تَعَالِيْمِهِ فىِ الْمُسْتَقْبَلْ..
فُهُمُ الَّذِيْنَ سَوْفَ يُكَافِحُوْنَ لِيُدَافِعُوْا عَنْ أَحْكَامِ الإِسْلاَمِ وَ يَحْمُوْنَهَا مِنْ تَأْثِيْرِ الثَّقَافَةِ الغَرْبِيَّةِ الْهَدَّامَةْ، كَمَا كُنَّا نَرْجُوْ أَنْ يَكُوْنُوْا أُمَرَاءَ عَامِلِيْنَ فىِ الْمُسْتَقْبَلْ وَكَمَا يُزْعَقُ دَائِمًا: "شَبَابُ اليَوْمِ أُمَرَاءُ الغَدْ". وَبِهَذَا لاَبُدَّ لَنَا أَنْ نَهْتَمَّ بِالشَّبَابِ أَيُّمَا اهْتِمَامٍ، بِمَعْرِفَةِ هَذِهِ الأُمُوْرِ كُلِّهَا كُنَّا نَعِى أَنَّ الشَبَابَ سَوْفَ يَقُوْمُوْنَ بِدَوْرٍ هَامٍّ فىِ الْمُسْتَقْبَلْ، فَهُمْ رُمُوْزُ النَّشَاطِ الَّذِى لاَيَنْطَفِئْ كَمَا أَنَّهُمْ رُمُوْزُ الشَّجَاعَةِ الَّتِى لاَخَوْفَ فِيْهِمْ وَرُمُوْزُ القُوَّةِ الَّتِى لاَ ضُعْفَ أَبَدًا.
وَعَلَى هَذَا الأَسَاسْ قَالَ سُوْكَارْنُوْ رَئِيْسُ جُمْهُوْرِيَّةِ إِنْدُوْنِيْسِيَا السَّابِقْ: أَعْطِنِى عَشْرَةَ شَبَابٍ سَوْفَ أُحَرِّكُ بِهِمْ الدُّنْيَا- بِهَذَا القَوْلِ وَالقَرَارْ كُنَّا نَسْتَطِيْعُ أَنْ نَسْتَنْبِطَ أَنَّ سُوْكَارْنُوْ اِهْتَمَّ بِالشَبَابِ أَكْثَرَ مِنْ اِهْتِمَامِهِ بِالشُّيُوْخْ. لِمَاذَا؟ لِأَنَّهُمْ يَقُوْمُوْنَ بِدَوْرٍ هَامٍّ وَلَهُمْ قُوَّةٌ هَائِلَةٌ وَطَاقَةٌ عَجِيْبَةٌ.
أَيُّهَا الشَّبَابُ الْمُحْتَرَمُوْنْ !
وِلِذَالِكَ حَثَّ دِيْنُنَا الإِسْلاَمُ لِنَكُوْنَ رُؤَسَاءَ مُسْلِمِيْنَ إِيْجَابِيِّيْنَ مَعَ الْمُجْتَمَعِ عَامَّةً وَنَسْعَى بِكُلِّ جُهْدِنَا لِتَقَدُّمِ مُجْتَمَعِ الْمُسْلِمِيْنَ خَاصَّةً، وَلَكِنْ مِنَ اللقاء الآسِفْ.. كُنَّا نُشَاهِدُ الشَبَابَ الآنْ يَتَجَاوَزُوْنَ عَنْ أَحْكَامِ دِيْنِهِمْ كَمَا نُشَاهِدُ أَيْضًا أَنَّهُمْ لاَ يَهْتَمُّوْنَ بِالتَّرْبِيَةِ وَالتَّعْلِيْمْ وَلاَ سِيَّمَا إِذَا تَوَجَّهْنَا أَنْظَارَنَا إِلىَ الْمُسْلِمِيْنَ فىِ بَلَدِنَا اليَوْمْ فَإِنَّهُمْ يَتَخَلَّقُوْنَ بِالأَخْلاَقِ السَيِّئَةِ وَيَبْتَعِدُوْنَ عَنْ تَعَالِيْمِ الإِسْلاَمِ وَيَتْبَعُوْنَ الثَّقَافَةَ الغَرْبِيَّةَ الْمُضِلَّةْ وُكُنَّا لاَ نَسْتَطِيْعُ أَنْ نَتَفَكَّرَ وَنَتَصَوَّرَ مَاذَا سَوْفَ يَقَعُ فىِ الْمُسْتَقْبَلْ إِذَا كَانَ جَمِيْعُ الشَبَابِ لاَ يَهْتَمُّوْنَ بِهَذِهِ الْمُسْئُوْلِيَّةْ.
وَيَجِبُ عَلَيْنَا أَنْ نَعِيَ أَنَّ مَسْئُوْلِيَّةَ بِنَاءِ الشُعُوْبْ وَنَشْرِ الدِيْنْ مُتَعَلِّقَةٌ بِنَا. بِهَذِهِ التَأَمُّلاَتِ كُنَّا عَلَى حَذَرِ تُجَاهَ الثَقَافَةِ الغَرْبِيَّةِ الْهَدَّامَةِ الَّتِى سَوْفَ تُلَوِّنَ تَعَالِيْمَ الإِسْلاَمْ.
إِخْوَانىِ الْمَحْبُوْبُوْنْ !
وَأَخِيْرًا أَدْعُوْكُمْ أَنْ تُعِدُّوْا الْجَيْلَ النَّاشِئِيْنَ حَتَّى يَسْتَطِيْعُوْا فىِ الْمُسْتَقْبَلِ أَنْ يُبَدِّلُوْا الشُيُوْخْ وَيُحِلُّوْا مَحَلَّهُمْ. وَأَرْجُوْ مِنْكُمْ وَمِنْ إِخْوَانىِ الْمُسْلِمِيْنَ فىِ أَيِّ مَكَانٍ أَنْ يَبْتَعِدُوْا مِنَ الأَعْمَالِ السَيِّئَةِ وَنَسْعَى بِكُلِّ طَاقَةٍ فىِ تَرْقِيَّةِ كَفَائَتِنَا وَمَهَارَتِنَا لِمُسْتَقْبَلِنَا البَاهِرْ.
إِخْوَانِى .....
كَفَى بِهَذِهِ الْخُطْبَةِ القَصِيْرَةِ، وَلَسْتُ أَناَ خَطِيْبًة مَاهِرًة وَلَسْتُ عَالِمًة خَاطِرًة، إِنْ وَجَدْتُمْ مِنِّى مِنْ حَسَـنَاتٍ فَمِنَ اللهِ تَعَالَى، وَإِنْ وَجَدْتُمْ مِنْ سَـيِّئَاتٍ فَمِنْ نَفْسِى..
وَأَسْتَعْفِيْكُمْ وَبِاللهِ التَوْفِيْقْ وَالْهِدَايَةِ وَالرِّضَا وَالعِنَايَةْ
وَالسَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُه
No comments:
Post a Comment